26 October 2025, Sun

إحياء ذكرى ضحايا مجزرة العصي في 28 أكتوبر والإعلان عن برنامج الفعاليات

أصدر أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، في السادس والعشرين من أكتوبر، بيانا مؤثرا استذكر فيه شهداء مجزرة الثامن والعشرين من أكتوبر الذين قضوا تحت بطش العصِي والحديد، معلنا عن سلسلة من البرامج والفعاليات تخليدا لذكراهم واستنهاضا للضمير الوطني تجاه تلك الجريمة البشعة
وجاء في بيانه، في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 2006، سطر التحالف ذو الأربعة عشر حزبا بقيادة حزب عوامي، صفحة دامية في تاريخ بنغلاديش، إذ أطلق العنان للعنف والفوضى في طول البلاد وعرضها، بهدف إفشال الانتخابات البرلمانية بعد انتهاء ولاية حكومة التحالف الرباعي
في ذلك اليوم، كانت الجماعة الإسلامية تعد لتجمع جماهيري أمام البوابة الشمالية لمسجد بيت المكرم، حيث انهمك الإخوة منذ الصباح في بناء المنصة، فإذا بعصابات التحالف تقتحم المكان مدججة بالعصي الحديدية والأسلحة النارية، وتشن هجوما وحشيا على قادة الجماعة وشبابها وعلى عامة المواطنين الأبرياء

وأضاف، وما إن بدأ القادة المركزيون كلماتهم، حتى انهمرت الرصاصات من كل صوب، واقتحم المهاجمون ساحة الاجتماع، وكان الهدف الأوحد هو النيل من القادة والشخصيات البارزة، وفي مقدمتهم ضيف الحفل الكبير، أمير الجماعة ووزير الصناعة آنذاك، الشيخ الشهيد مطيع الرحمن نظامي. وتحولت منطقة فلتون من الصباح حتى المساء إلى مسرح للرعب، اختلطت فيه الدماء بالتراب، وترددت فيه صيحات المظلومين بين وقع العصي والحديد

وتابع قائلا، لقد استشهد في ذلك اليوم أربعة عشر من قادة وأعضاء الجماعة الإسلامية وشبابها في دكا وسائر أنحاء البلاد، وأصيب الآلاف بجراح متفاوتة. ولم يكتف الإرهابيون بالقتل، بل راحوا يرقصون فوق الجثث في مشهد يندى له جبين الإنسانية، نقلته وسائل الإعلام العالمية، فكان وصمة عار لا تمحى من ذاكرة الوطن
وقال أيضا، إن مجزرة الثامن والعشرين من أكتوبر ستظل جرحا نازفا وعارا خالدا في سجل السياسة البنغلاديشية، فقد دشن مرتكبوها مرحلة الإرهاب السياسي، التي امتدت حتى الخامس من أغسطس 2024، ومنذ ذلك اليوم بدأت مؤامرة إقصاء السياسة وتكميم الأفواه، وسلبت من الشعب كل مقومات الحرية والكرامة، من ديمقراطية وعدالة وحقوق إنسانية وحق في الاختيار والتعبير

ثم أردف قائلا، لقد رفعت دعاوى قضائية ضد القتلة الذين ارتكبوا جريمة 28 أكتوبر، إلا أن الحكومة آنذاك ألغت القضايا، وسدت طريق العدالة، واحتضنت المجرمين. غير أن ثورة الخامس من أغسطس التي فجرها الطلاب والجماهير أعادت الأمل للأمة، وحررت البلاد من نير الفاشية، ونحن على يقين بأن هذا التحول سيقود إلى إرساء العدل ومحاسبة القتلة، وإنصاف الشهداء والمظلومين
ومطلب شعب بنغلاديش اليوم واضح وصادق: إعادة فتح قضايا تلك المجزرة، واعتقال الجناة، وإنزال العقوبة العادلة بهم
وختم الدكتور شفيق الرحمن بيانه بدعاء مؤثر قال فيه
نسأل الله العلي القدير أن يتقبل الذين قتلوا في 28 أكتوبر في عداد الشهداء، وأن يكرم مثواهم في الفردوس الأعلى، كما نسأله أن يجبر كسر الجرحى والمصابين، ويعين أسرهم على ما أصابهم من بلاء ومحنة وألم
البرامج المعلنة، دعت قيادة الجماعة الإسلامية جميع المستويات التنظيمية من المدن والمحافظات إلى المراكز المحلية إلى تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية، وندوات فكرية، ومجالس دعاء وابتهال، استذكارا لشهداء المجزرة، وترسيخا لمعاني الصبر والثبات والوفاء لتضحياتهم، مع اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لإنجاح هذه الفعاليات على مستوى الوطن