23 October 2019, Wed, 3:53

الأستاذ غلام أعظم هو اسم و تاريخ

مفتي أحمد شوقي عفيفي -

إنه مفكر إسلامي له ذكر طنان في أرجاء المعمورة ، و قائد حركة اللغة البنغالية الأم ، و الأمين العام لاتحاد الطلاب المركزي في جامعة داكا ، و مكون فكرة الحكومة المؤقتة ، و قد لعب دورا تاريخيا في كل الأحداث و الوقائع من بداية أمر حركة اللغة الأم ، و تحرك إقامة الديمقراطية و إقامة الإسلام ، و الصحوة السياسية و انحطاطها في البلاد ، و قد امتزجت حياته و جهاده بترباء هذه الديار و ضيائها و هوائها و شعبها امتزاجا محكما .
لقد جعل مثيلا بتخليه عن منصب إمارة الجماعة طوعيا لم يسبق له في هذه الديار .
لقد ألقى خطابا طنانا من خلال مقابلته أمام وسائل الإعلام قبل دخوله في السجن خمس مرات ، و حرضت كلمته نشطاء الحركة الإسلامية بشكل كبير .
ستكون أفكاره و شكيمته و استقامته مثالا أعلى لطلاب هذه البلاد و شبابها و شعبها الإسلامي ، و سيكون باقيا و خالدا بما أنه كرس حياته لخدمة شعبه و وطنه بمهامه المنجزة
مولده و نسبه :
ولد الأستاذ غلام أعظم بمدينة داكا عام 1922م في أسرة مشتهرة بالدين .
و الشيخ عبد السبحن هو جده ، و كانت بادية آبائهم و أجدادهم في بلدة نبي ناغر من محافظة برمان باريا .
انتقل والد الأستاذ غلام أعظم إلى مدينة داكا عام 1948م ، و اشترى من أراضيها و بقي يعيش فيها على الدوام .
و كان آباؤه و من سابعهم على الأقل من سكان برمان باريا .
كان الشيخ السيد شاه عبد المنعم جده من الأم ، و الشيخ شهاب الدين هو أبو جده .
و كان الشيخ شهاب الدين عالما نحريرا و رجلا تقيا ، و كان جد الأستاذ غلام أعظم الشيخ عبد السبحن من العلماء البارزين من البلاد ، و هذا ما يقال عنه أنه قلما شهد إقليم الضفة الشرقية من نهر ماغنا عالما كبيرا من طرازه .
لقد أحرز والد الأستاذ غلام أعظم الشيخ كبير أعظم شهادة الثالث الثانوي بعد أن يحوز شهادة علمية من المدرسة المحسنية عام 1921 م ، ثم بدأ يدرس في المدرسة الثانوية .
و قد درس جد الأستاذ غلام أعظم الشيخ عبد السبحن في المدرسة المحسنية أيضا ، ثم أخذ يدرس .
بعد فترة تحولت المدرسة إلى الكلية العالية الإسلامية ، و قد درس الأستاذ غلام أعظم في هذه الكلية .

دراسته :
لقد نجح غلام أعظم في اختبار المدرسة الإعدادية بإنجاز مع الحصول على درجة جيد جدا عام 1937م ، و حاز مركز ثلاثة عشر في اختبار الثاني الثانوي ، و عام 1944م نجح غلام أعظم في اختبار الثالث الثانوي بالحصول على درجة جيد جدا ، و حاز المركز العاشر في لجنة داكا للتعليم .
عام 1948 م انضوى غلام أعظم تحت لواء حركة اللغة الأم ، فتخلى عن الاختبار ، و عام 1949 م لم تكن جامعة داكا تعقد اختبار القبول بظروف حراكية هائجة ، فدخل في اختبار الماجستير ، و لم يكن أحد يحصل على درجة جيد جدا في ذلك العام ، بل حاز أربعة طلاب درجة جيد بشكل فائق ، و كان غلام أعظم منهم .

الأستاذ غلام أعظم في التدريس :
عام 1950 م تعين الأستاذ غلام أعظم في كلية كار ميكل كأساذ مشارك في قسم العلوم السياسية ، و هكذا بدأت حياته العملية ، و كان أستاذا مفضلا لدى الطلاب في تلك الكلية من عام 1950 م إلى 1955م ، فكان الطلاب الآخرون من غير قسم العلوم السياسية يحضرون في محاضراته .
الأستاذ غلام في جماعة الدعوة و التبليغ و مجلس التمدن :
بعد انتهاء حياته الدراسية التحق بنشاطات جماعة الدعوة و التبليغ عام 1950 م ، فقد كان أمير جماعة الدعوة و التبليغ بمحافظة رانبور من عام 1952م إلى عام 1954 م ، و كانت جماعة الدعوة و التبليغ تقوم بالنشرة الدينية و المسؤولية البعثية فلم يرض الأستاذ غلام أعظم بأعمال جماعة الدعوة والتبليغ فحسب ، لأن جماعة الدعوة و التبليغ لم تكن فيها برامج محددة للأعمال السياسية و الاقتصادية و الثقافية .
و أما أعمال منظمة مجلس التمدن فكانت فيها كلمة في المشاكل الاجتماعية و السياسية و المعضلات الاقتصادية و حلها ، فانتظم الأستاذ غلام أعظم في نشاطات مجلس التمدن عام 1952م ، فقد كان رئيس منظمة مجلس التمدن بمحافظة رانبور حتى 1954 م و قام بسؤوليته .

قيامه بمسؤولية الجماعة الإسلامية :
انخرط الأستاذ غلام أعظم في الجماعة الإسلامية كمتفق مساعد عام 1954 م ، و اعتقل عام 1955 م ، فطلس بالسجن ، فقد أصبح الأستاذ غلام أعظم ركنا للجماعة الإسلامية و هو في السجن ، كان عين أمينا عاما للجماعة الإسلامية بمحافظة راجشاخي عام 1955م .
بعد عام كامل عين أمير الجماعة الإسلامية بنفس المحافظة و مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية بباكستان الشرقية ، و أدى مسؤوليته حتى عام 1962 م .
عام 1969 م انتخب أمير الجماعة الإسلامية بباكستان الشرقية ، أدى أمانته حتى 1971 م .

الحركة الطاحنة ضد الدكتاتورية :
كان حزب الجماعة الإسلامية نشيطا و واقفا الأحوال ضد الحكم الدكتاتوري بشكل دائم ، و كانت باكستان الشرقية في أزمة سياسية شديدة في ذلك الوقت ، و لعب أمير الجماعة الإسلامية باكستان الشرقية سابقا الأستاذ غلام أعظم دورا رائدا في تلك الحركة آنذاك ، و شارك في كل حركة ضد الحكم الدكتاتوري لأيوب خان .
عام 1964 م اجتمع ممثلو حزب مجلس رابطة المسلمين و حزب العوام الوطني و رابطة العوام و نظام الإسلام و الجماعة الإسلامية المحلولة في جلسة منزلية في منزل خاجه ناظم الدين بداكا ، و تحدثوا فيها أربعة أيام ، و أعلنوا برامج تسعة دفعات ، و شكلوا تحالف الأحزاب المعارضة المتحدة من أجل الاشتراك في الانتخاب .
و لعب الأستاذ غلام أعظم دورا خاصا في تزعم تحالف الأحزاب المعارضة المتحدة .
و قد وقعت البلاد في قبضة الحكم الدكتاتوري الشديد.
عام 1967 م اجتمع النور الأمين و حامد الحق شودوري و عطاء الرحمن خان من الجبهة الجمهورية الوطنية، و ميان ممتاز دلتان و تفضل علي و سيد خاجه خير الدين من مجلس رابطة المسلمين ، و ميان طفيل محمد و الشيخ عبد الرحيم و الأستاذ غلام أعظم من الجماعة الإسلامية ، و نواب جادا نصر الله خان و عبد السلام خان و غلام محمد خان لندخور من رابطة العوام ، و شودوري محمد علي و مولوبي فريد محمد و أم أر خان من حزب نظام الإسلام لأجل إنقاذ البلاد من الحكم الدكتاتوري ، و كونوا هم حركة ديمقراطية باكستانية ، و أعلنت هذه الحركة برامج ثماني دفعات .
فيما بعد عين عبد السلام خان من رابطة العوام رئيس تلك الحركة و عين الأستاذ غلام أعظم أمينا عاما لها ، و قسما المناصب و المسؤوليات الأخرى في الإقليم الشرقي .
جاهد الأستاذ غلام أعظم و اجتهد ليل نهار كأمين عام في المنطقة الشرقية و لعب دورا مهما لأجل إنقاذ الديموقراطية .
وصلت الحركة المعارضة ضد الحكومة درجة فائقة و اشتدت ، و بدأت الصحوة العامة في شهر يناير من عام 1969 م .
عقدت جلسة في 7 و 8 من يناير طوال يومين من أجل قيادة الحركة العامة في سائر البلاد اتفق فيها النيب و رابطة العوام و حزل نظام الإسلام و جمعية علماء الإسلام و مجلس رباطة المسلمين و الجماعة الإسلامية و أن دي أف و حزب رابطة العوام الآخر ، تشكل التحالف النشيط الديمقراطي بتوقيع قادة هذه الأحزاب الثمانية ، و انتخب نواب جادا نصر الله خان داعيا لهذا التحالف .
إذا انتهت الحركة العامة إلى درجة نهائية دعا المشير أيوب خان اثنين من ممثلي كل حزب من هذا التحالف إلى جلسة الطاولة .
فقد كان ممتاز دلتان و خاجه خير الدين من مجلس رابطة المسلمين ، و العلامة الباكستاني أبو الأعلى مودودي و الأستاذ غلام أعظم من الجماعة الإسلامية ، و الشيخ مجيب الرحمن و السيد نظر الإسلام من رابطة العوام ، و المفتي محمود و البير محسن الدين من جمعية علماء الإسلام ، و نواب جادا نصر الله خان و عبد السلام خان من حزب رابطة العوام الآخر ، و شودوري محمد علي و مولوبي فريد أحمد من نظام الإسلام ، و والي خان و الأستاذ مظفر أحمد من نيب من أولئك المدعوين .
و كان منهم أيضا جلفكار علي بوتو من حزب الشعب الباكستاني ، و الشيخ عبد الحميد خان باثاني و المشير أصغر خان و اللواء محمد أعظم خان و القاضي السابق سيد محبوب مرشد في تلك الجلسة .
اجتمع ستة عشر ممثلا و خمسة عشر نفرا بقيادة الرئيس أيوب خان و المشير أصغر خان و اللواء محبوب مرشد في جلسة الطاولة في قصر الرئاسة في الساعة العاشرة صباحا في 26 فبراير بروالبندي من أجل تخلص من هذه الأزمة السياسية .
و أوقفت الجلسة حتى 10 مارس لمناسبة عيد الأضحى بعد أن عقدت الجلسة طول 40 دقيقة ، ثم عقدت جلسة الطاولة مرة ثانية في بيت الضيافة للرئيس ، و جرت من 10 مارس حتى 13 مارس ، و قبل أيوب خان دعوين تالين في الجلسة الاختتامية في 13 مارس .
انتخاب النواب بأصوات الرجال البالغين و إنشاء نظام برلماني اتحادي .
و شارك الأستاذ غلام أعظم في هذه الجلسة كممثل للجماعة الإسلامية بباكستان الشرقية .
الأستاذ غلام أعظم هو أول من قدم فكرة نظام الحكومة المؤقتة لاجل عقد الانتخاب الحر و النزيه في بنغلاديش عام 1980م ، و أضافت حكومة بنغلادش الجمهورية نص نظام الحكومة المؤقت في الدستور وفق مقترحه السابق .
و كان من القادة الذين لعبوا دورا مهما في تشكيل تحالف الأحزاب الأربعة عام 1999م لأجل إطاحة حكومة رابطة العوام المعارضة للإسلام و التابعة للهند .

القيام بالمسؤوليات :
لقد أنجز الأستاذ غلام أعظم الواجبات كمساعد الأمين العام في البرلمان الأدبي لباكستان الشرقية من عام 1945م إلى 1946م ، و كان أمينا عاما لسكن فضل الحق من جامعة داكا من عام 1946م إلى 1947م ، و أمين عام للبرلمان الأدبي من باكستان الشرقية من عام 1947م إلى 1948 م ، و أستاذ للعلوم السياسية في كلية كارميكل برانبور من عام 1950 م إلى 1955م ، و أمين عام تأسيسي لمجلس التمدن برانبور من عام 1952م إلى 1954م ، و أمير جماعة الدعوةو التبليغ برانبور من عام 1951 م إلى 1954 م ، و أمين عام للجماعة الإسلامية بباكستان الشرقية من عام 1957م إلى 1959م ، و رئيس مجلس التحرير للاتحاد اليومي عام 1958م ، أمين عام لتحالف الحركة العامة من الأحذاب المتحدة الديموقراطية ضد الحكم الدكتاتوري لأيوب خان بباكستان الشرقية من عام 1967 م إلى 1959 م ، و مشاركته في جلسة الطاولة بدعوة الرئيس أيوب خان كقائد مركزي للتحالف النشيط الديمقراطي عام 1969م ، و أمير الجماعة الإسلامية بباكستان الشرقية من عام 1969 م إلى 1971 م ، و تقديم فكرة نظام الحكومة المؤقتة عام 1980م بغية عقد الانتخاب الحر و النزيه ، و انتخابه أمير الجماعة الإسلامية ببنغلاديش من عام 1991م إلى 1993م ، و انتخابه أمير الجماعة الإسلامية مرة ثانية من عام 1994 إلى 1997م ، و انتخابه أمير الجماعة الإسلامية تارة أخرى من عام 1998م إلى 2000م .
عام 2000م تخلى الأستاذ غلام أعظم عن إمارة الجماعة الإسلامية بطلب خاص إلى مجلس الشورى .
الكاتب الشهير و المفكر الكبير الأستاذ غلام أعظم :
لقد تمكن الأستاذ غلام أعظم من أن يلعب دورا كبيرا في مجال الفكر و الكتابة .
و قد أخذ مسؤولية رئاسة مجلس التحرير للاتحاد اليومي عام 1958م .
و كان يدبج في صفحة التحرير و صفحات شتى على الدوام ، و قد كتب مئاة و سبعة كتب حول الإسلام و التفسير و حياة النبي و الحركة و التنظيم و السياسة ، و قد ترجمت بعض كتبه إلى اللغة الإنجليزية و الأردية و التاميلية و الأحمية ، و قد نشرت ثمانية كتب عن حياة الأستاذ غلام أعظم ، و نشر كتاب عن حياته باللغة الإنجليزية .
مشاركته في المؤتمرات بالخارج كخطيب مدعو :
لقد قام برئاسة جلسة الافتتاح لمؤتمر الشباب الإسلامي العالمي بدعوة من World Association of Muslim Youth في شهر ديسمبر من عام 1972 م .
و قد ساهم في
Islamic Youth Conference at Tripoli, Annual Conference of Federation of Students Islamic Socities (Fosis), England, 11th Convention of Muslim Students Association of America held at Michigan University Annual Conference of U.K. Islamic Mission
عام 1973 م .
و شارك في
International Federation of Students Organization
الذي عقد باسطنبول من تركيا .
و اشترك أيضا في مؤتمر حزب الرفا من تركيا عام 1995 م ، و شارك في التهنئة العامة من المنظمات الإسلامية المتحدة كضيف رئيسي في لندن عام 1995م .
و كان خطيبا مدعوا في مؤتمر عقد ببلتيمور بمبادرة المجتمع الإسلامي من أمريكا الجنوب عام 1995 م .
و شارك كضيف رئيسي في حفلة عقدتها الأمة المسلمة بأمريكا ، و شارك كضيف خاص في مؤتمر دولي الذي عقد بإصطنبول في شهر أكتوبر من عام 1996م بمبادرة
International Islamic Federation of Students Organization .
و شارك في مؤتمر المنظمات الإسلامية العالمية بدعوة من رئيس الوزراء لتركيا نجم الدين أربكان الذي عقد بإصطنبول .
عام 1999م شارك في المؤتمر السنوي للبعثة الإسلامية اليابانية كضيف رئيسي .
و كان ضيفا خاصا في المؤتمر السنوي لIslamic Circle of North America (ICNA) في شهر يوليو ببلتمور .
في شهر أغسطس من نفس السنة شارك خطيب ضيفي في مؤتمر البعثة الإسلامية البريطانية الذي عقد ببرمينهوم ، و شارك أيضا كخطيب مدعو في مؤتمر البعثة الإسلامية البريطانية الذي عقد بشافلد .
و كان خطيبا مدعوا في المؤتمر السنوي لIslamic Society of North America (ISNA الذي عقد بشيكاغو من أمريكا و شارك كخطيب رئيسي في مؤتمر الذي عقدته منظمة الأمة الإسلامية في جنوب أمريكا بشيكاغو عام 2001 م .
و في شهر أكتوبر كان خطيبا رئيسيا في مؤتمر عقده المنتدى الإسلامي الأوربي بمنسيشتر من بريطانيا ، و خطيبا رئيسيا في مؤتمر منظمة الدعوة الإسلامية ببريطانيا و أيارلند طوال يومين .
و في شهر نوفمبور شارك في مؤتمر مجلس الجائزة للقرآن الكريم كخطيب رئيسي الذي عقد بمبادرة حكومة دباي .

محاولاته في الوحدة الإسلامية ببنغلاديش :
لقد قدم الأستاذ غلام أعظم صورة و خطة لانضواء جميع القوى الإسلامية تحت لواء منصة واحدة في كتاب له اسمه الوحدة الاسلامة هي الحركة الإسلامية في شهر سبتمبر من عام 1978 م .
و تشكلت منصة بشكل عام اسمها اتحاد الأمة وفق تلك الصورة و الخطة في شهر ديسمبور من عام 1981م .
و في عام 1994 م صنف كتاب بعنوان محاولة الاتحاد الإسلامي حول ترقية الوحدة الإسلامية .
في شهر أكتوبر من عام 1994م أرسل الأستاذ غلام أعظم ممثلا إلى رئيسي جامعة هاتهجري و جامعة فوتيا بغرض تشكيل الوحدة الإسلامية في مؤتمر العلماء و المشايخ في ملتقى الفلاح بداكا .
في شهر ديسمبر من عام 1995م قدم الرئيسان مقترح أربع دفعات ، و عام 1996م قبل مقترح أربع دفعات و رد على الرسالة ، و حدثت أحاديث حول الجوانب المتعددة من الوحدة الإسلامية في مؤتمر العلماء الذي عقد بخولنا عام 1997م .
في شهر يناير من عام 1998 م أرسلت الرسالة إلى جامعة غوهر دنغا و أمير حزب حركة الخلافة ببنغلاديش و الامين العام له .
و قد كتب الأستاذ غلام أعظم كتابا اسمه مطالبة منصة الاتحاد و ذكر فيه المذكرات المتتالية من محاولة تشكيل الاتحاد الإسلامي من عام 1978 م إلى 1998م .
السجن كدفعة خامسة :
الأستاذ غلام أعظم هو شخصية سياسي جسور .
دخل أمير الجماعة الإسلامية و جندي حركة اللغة الأم الزعيم الشعبي البارز الأستاذ غلام أعظم السجن كدفعة خامسة بدوافع سياسية فقط .
و قد زج بالسجن مرتين في وقت حركة اللغة الأم و مرة 1994م و مرة 1992 م .
و في الأخير دخل هذا الزعيم السجن بأمر محكمة الجنايات الدولية ، و قد انتقل إلى رحمة الله في زنزانة السجن .
فقد ذكر نفسه ذكريات سجنه من خلال مقابلة له في 22 ديسمبور من عام 2011م ، فقال إنني اعتقلت أول مرة في رانبور حين حركة اللغة الأم عام 1952م ، و اعتقلت مرة ثانية بانتسابي إلى حركة اللغة الأم عام 1955م .
إذا حلت حكومة باكستان الجماعة الإسلامية عام 1964م كنت بلاهور لأجل المشاركة في حفلة مجلس الشورى المركزي ، و ثم اعتقلت مرة أخرى .
بعد شهرين أرجعت إلى داكا ، و لبثت في السجن خمسة أشهر آنذاك .
و أريد أن أذكر هنا كلاما إنني كلما دخلت في السجن تخلصت منه بطلب إلى المحكمة العليا .
و في الأخير عام 1992 م اعتقلت ، و كان الشيخ مجيب الرحمن ألغى جنسيتي عام 1973 م ، و في هذا الوقت اعتقلتني حكومة الحزب الوطني كمواطن أجنبي ، و كنت ستة عشر شهرا في السجن في هذه الدفعة .
و في عام 1993 م رفعت الحكومة القضية ضدي كمواطن أجنبي ، و أخفقت الحكومة في تلك القضية ، و خرجت من السجن بحكم المحكمة العليا ، ولكن قضية إعادة الجنسية كانت معلقة آنذاك ، و حكم القاضيان في هذه القضية بشكلين من القضاء ، فذهب إلى القاضي الثالث فحكم القاضي في هذه القضية في مصلحتي ، و استأنفت الحكومة القضية بعد صدور الحكم .
بعد عام في 22 يونيو من عام 1994 م صدر حكم إعادة جنسيتي في جلسة اتفاقية كاملة أمام خمسة قضاة من القسم الاستأنافي من المحكمة العليا تحت قيادة قاضي القضاة ، و أعلنوا بأمر الشيخ مجيب الرحمن غير قانوني.
بعد 21 عام ألفيت جنسيتي .
فقد قال في تلك المقابلة حول دخول السجن أن المؤمن يمكن أن يحب الآخرين سوى الله و لكنه لا يمكن أن يكون الآخرون أحب إليه من الله ، و هذا هو أمر الله ، و اما الخوف فلا يجوز خوف أحد إلا الله .
إن المؤمن لا يخاف إلا الله ، و أما أنا فلست بقلق و لا أخاف الموت ، و لم أخاف الموت ، و إن الموت هو أمنية المؤمن ، لأن لقاء الله لا يثبت إلا بعد الممات ، فإن الموت ليس بشيء مخوف .
كان قائد حركة اللغة الأم غلام أعظم طالبا بارعا و لعب دورا نشيطا في حل مشاكل الطلاب و البلاد حياة دراسته و كان يحب الوطن و يتمنى حريتها ، فلم يكن متوجها في الدراسة فحسب ، بل كان نشيطا كعامل وطني في حرم الجامعة و سكنها دائما .
فكان الطلاب الأذكياء البارعون يتزعمون في الانتخاب البرلماني و ميدان النضال السياسي ، فانتخب هذا الشاب النشيط من سكن فضل الحق المسلم أمينا عاما لبرلمان الطلاب في السكن من عام 1946 م إلى 1947م .
و أحرز المرشح للأمين العام غلام أعظم في انتخاب برلمان الطلاب من سكن فضل الحق المسلم أصواتا فائقة و حاز رقما قياسيا .
و من الأمر المضحك أن الآخرين من لجنته أخفقوا كلهم .
و كان معظم حسين شودوري نائب الرئيس ، الذي أصبح ضابطا سي اسب فيما بعد .
و انتخب أمينا عاما لمجلس اتحاد الطلاب من جامعة داكا بأهليته و براعته من عام 1947 م إلى 1948م ، و قام بمسؤولية مجلس اتحاد الطلاب من جامعة داكا من عام 1948م إلى عام 1949م ، و كان اربند بوث نائب رئيس مجلس اتحاد الطلاب من جامعة داكا في هذا الوقت .
ليست حركة اللغة الأم بأمر عجيب من تاريخنا فحسب ، بل هذا أول من تاريخ تضحية النفس من أجل اللغة و اللسان .
و لم تكن تقع واقعة من طراز هذه التضحية و التفاني في بقعة من بقع المعمورة من أجل تكريس اللغة الأم في المرتبة الوطنية ، و كانت اللغة الأم البنغالية لسان أغلبية سكان باكستان آنذاك ، و كانت تستحق أن تقوم مقام لغة وطنية ، و لكن الحكام المتسلطين أرادوا أن يسلطوا الغة الأردية على جميع شعب باكستان كلغة وطنية وحيدة ، ولكنهم أخفقوا و باءوا بالإحباط الكبير .
فقد تكونت هذه الحركة بقيادة قادة مجلس التمدن بمحاولة الشباب الإسلامين بعد قيام باكستان لأجل إعطاء اللغة الأم البنغالية مكانة كاملة ، و كان الرئيس أبو القاسم من أولئك الشباب .
و لقد لعب الأستاذ غلام أعظم دورا كبيرا كواحد من مكرسي حركة اللغة الأم من بداية الأمر .
و ألقى خطابا في حفلات متعددة و اجتماعات مختلفة و اعصامات شتى حين حركة اللغة الأم و لعب دورا ناشطا