16 October 2025, Thu

انعقاد الندوة الوطنية بعنوان الأساس القانوني للميثاق الوطني لشهر يوليو: الاستفتاء العام ونظام التمثيل النسبي في الانتخابات

يجب إجراء الاستفتاء حول ميثاق يوليو وإدراج نظام التمثيل النسبي فيه قبل نهاية نوفمبر

الأستاذ ميا غلام بروار

عقدت بعد ظهر الخميس (16 أكتوبر) ندوة وطنية كبرى بعنوان الأساس القانوني للميثاق الوطني لشهر يوليو: الاستفتاء العام ونظام التمثيل النسبي في الانتخابات، شارك فيها نخبة من رجال القانون والسياسة والفكر، وتناولت مسألة الميثاق الوطني وما يقتضيه من ضمانات تشريعية لإرساء دعائمه الدستوري


تحدث في الجلسة القاضي فريد أحمد، القاضي السابق بالمحكمة العليا كضيف رئيسي قائلا
إن إخفاق الحكومة الانتقالية في إضفاء الأساس القانوني على ميثاق يوليو سيكون إخفاقا شاملا في أداء رسالتها، وإن دماء الآلاف الذين ضحوا في يوليو ستضيع هدرا. فإذا أردنا العدل والوفاء للتضحيات، وجب أن نمنح هذا الميثاق سنده القانوني الراسخ


وفي معرض حديثه عن نظام التمثيل النسبي، أشار إلى أن هذا النظام من شأنه أن يضع حدا لظاهرة احتكار السلطة داخل الأسرة الواحدة، إذ لن يتاح بعد اليوم أن يكون الزوج والزوجة معا عضوين في البرلمان كما حدث سابقا في ظل تجارة الترشيحات، وأضاف
لقد أنتجت تلك الممارسات بيئة مواتية للاستبداد وتغول الفرد، أما الشعب اليوم، فهو يتطلع إلى نظام يضمن العدالة والمساواة في التمثيل السياسي


ثم ألقى الأستاذ ميا غلام بروار، الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش وعضو البرلمان السابق، كلمة ضافية تناول فيها الموقف السياسي الراهن قائلا
إن الحزب الذي كان يسعى إلى الاصطياد في الماء العكر عبر طرح تنفيذ ميثاق يوليو في البرلمان أو أمام القضاء، قد اضطر في نهاية المطاف إلى الإقرار بضرورة الاستفتاء الشعبي كأساس قانوني، غير أنه لا يزال يماطل في تحديد موعده. وهم يريدون إجراء الاستفتاء في يوم الانتخابات العامة، وهذا أمر لا يمكن تنفيذه، إذ إن قراءة ورقة الاقتراع الخاصة بالاستفتاء وفهم بنودها يستلزمان وقتا طويلا، ما سيحرم كثيرا من الناخبين من ممارسة حقهم
ودعا الأستاذ بروار إلى عرض توصيات لجنة الإصلاح كاملة في الاستفتاء، وإتمامه في شهر نوفمبر المقبل، مؤكدا أن الانتخابات البرلمانية المقبلة يجب أن تجرى في فبراير على أساس ميثاق يوليو

وفي حديثه عن نظام التمثيل النسبي، قال، إن نظام التمثيل النسبي هو أكثر الأنظمة الانتخابية عدالة وقبولا. وأولئك الذين يزعمون أنهم لا يفهمونه، إنما يعترفون بجهلهم بالسياسة. أنصحهم أن يدرسوا هذا النظام، وإن عجزوا عن ذلك، فليأتوا إلينا نشرحه لهم بوضوح، فليس في طلب العلم عيب
ثم وجه نقدا حادا إلى بعض المستشارين قائلا: هناك من يسعى لإدخال الدولة في جيب حزب بعينه، فيعمل على تبديل المحافظين ورؤساء الشرطة وفق أهواء ذلك الحزب، ويزرع أتباعه في المناصب الحساسة. وفي ظل هذه الظروف، لا قيمة لأي حديث عن الإصلاح، ولا يمكن الوثوق بنزاهة الانتخابات
وخاطب كبير المستشارين بقوله، إن في مجلس مستشاريك أربعة أو خمسة أشخاص يدينون بالولاء لحزب واحد، وينفذون أجندته الخاصة، وهذا يطعن في حيادك ونزاهتك. عليك أن تنبههم، وإن لم يرتدعوا فاستبدلهم بآخرين أكثر استقلالا وعدلا
واختتم كلمته قائلا، لقد وعدت بالإصلاح والعدالة والانتخابات، غير أن غياب الإصلاح والعدالة يثير الشكوك حول مصداقية العملية الانتخابية. فلا بد قبل التوقيع على ميثاق يوليو من تسوية القضايا العالقة، وعلى الحكومة أن تضمن بكل وضوح تنفيذ بنود الميثاق في روحها ومضمونها