16 August 2023, Wed, 8:11

القائم بالأعمال يستذكر مآثر ومناقب العلامة دلاور حسين سعيدي ويدين بشدة القمع الحكومي وحملة الاعتقالات الجماعية

عقدت الجماعة الإسلامية مؤتمرا صحفيا في 16 أغسطس الجاري، حيث تحدث القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية والنائب البرلماني السابق البرفسور مجيب الرحمن في المؤتمر الصحفي الذي تم تنظيمه احتجاجا على القمع الحكومي للمسيرات الاحتجاجية التي خرجت في أماكن متفرقة من البلاد عقب منع الحكومة لأداء صلاة الغائب على العلامة دلاور حسين سعيدي، ونتيجة ذلك القمع مقتل أحد المشاركين في صلاة الغائب برصاص الشرطة في مدينة كوكسز بازار ، هذا إلى جانب اعتقال أكثر من 200 من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية قتل أحد فرق الدين في تشوكوريا من كوكس بازار واعتقال أكثر من 200 من قادة ونشطاء الجماعة الإسلامية من جميع أنحاء البلاد

فيما يلي الكلمة الكاملة للقائم بالأعمال في المؤتمر الصحفي للشعب

أبناء الوطن الأعزاء ،

بقلب حزين ومكسور، أبلغكم أن نائب أمير الجماعة الإسلامية وأحد كبار القادة المركزيين للجماعة الإسلامية ،وأحد أبرز قادة الحركة الإسلامية العالمية المفسر القرآني المشهور والمفكر الإسلامي العلامة دلاور حسين سعيدي توفي في 14 أغسطس الجاري (إنا لله وإنا إليه راجعون)

إنه ونظرا لتواجد أحد أبناء العلامة دلاور حسين سعيدي خارج البلاد فقد قررنا إقامة صلاة الجنازة في 16 أغسطس الجاري، وفور تناقل نبأ وفاة العلامة دلاور حسين سعيدي بدأت جموع غفيرة من محبيه بالتوافد والتجمع في المستشفى الجامعي الذي كان يتعالج فيه إلى أن امتلأ الشارع الرئيسي بالمتجمهرين الذين كانوا يطالبون بإقامة صلاة الجنازة في داكا قبل أن تشد الرحال إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه إلا أن الأجهزة الأمنية أطلقت القنابل والغازات المسيلة للدموع معرضا المستشفى والمتعالجين فيه للخطر، وحتى في حالة الحرب ، لا تتعرض المستشفيات لمثل هذا الهجوم البربري ، وقد أدى هذا الهجوم والاعتداء الوحشي للشرطة إلى إصابة عدد من الزوار ومن جاؤوا لأداء صلاة الجنازة

أقيمت صلاة الجنازة على العلامة دلاور حسين سعيدي في مسقط رأسه في مدينة بيروجبور، ولعرقلة المشاركة الشعبية في صلاة الجنازة ، أوقفت الحكومة حركة المواصلات في المدينة ما أدى إلى عدم استطاعة الألوف من المشاركة في الصلاة ، هذا إلى جانب ممارسة ضغوط من قبل الأجهزة الأمنية على المنظمين لإنهاء صلاة الجنازة في أسرع وقت ممكن، وهذه التصرفات لا توجد حتى في دول غير المسلمين ، ورغم كل هذه العقبات إلا أن الحكومة لم تستطع بكل أجهزتها عرقلة المشاركة الشعبية التي تعدت مئات الألوف في صلاة الجنازة ، وقد انهمر المشاركون في صلاة الجنازة بالبكاء وهم يستذكرون الذكريات المحبة لقائدهم.

هذا وقد شهدت مناطق مختلفة من البلاد إقامة صلاة الغائب بمبادرة من محبيه المنتشرين في ربوع البلاد إلا أن الحكومة لم تسمح بإقامة صلاة الغائب ما أدى إلى خروج الناس في مسيرات غاضبة ، وإحدى هذه المسيرات الغاضبة خرجت من مسجد الفلاح في مدينة شيتاغنج إلا أن الأجهزة الأمنية اعتدت بوحشية على هذه المسيرة وأطلقت النار على المشاركين ما أدى إلى إصابة 20 منهم بجروح ، كما قامت الشرطة باعتقال 30 شخصا من المشاركين في المسيرة ، هذا وقد شهدت مدينة سلهت إقامة أكبر صلاة الغائب على العلامة دلاور حسين سعيدي

إننا نلاحظ بقلق بالغ أن الأجهزة الأمنية تعرقل حتى الأنشطة  والبرامج الدينية، وما قام به المفوض العام للشرطة لمدينة داكا في المرتمر الصحفي يندى له الجبين والتي كانت صادمة للشعب ، فقد أعلن عن عدم السماح للجماعة الإسلامية بإقامة صلاة الغائب على العلامة دلاور حسين سعيدي في 16 أغسطس، لافتا إلى أن من حق جميع المواطنين المشاركة في صلاة الجنازة او أي صلاة أخرى، وهذه من الحقوق الدينية التي لا تحتاج إلى إذن من أحد . لذا ، فإن إعلان المفوض العام لشرطة داكا ليس سوى تجاوز للحدود وإهانة للمشاعر الدينية للشعب ، وبما أن صلاة الغائب قد أقيمت بالفعل في 15 أغسطس في المسجد الوطني بيت المكرم وحضره عدد كبير من المصلين ، فلا داعي لإقامة جنازة أخرى غيابية في نفس المكان مرة أخرى في 16 أغسطس

إن العلامة دلوار حسين سعيدي ضحية التعذيب والمضايقات والقمع الحكومي الممنهج ، حيث رفعت الحكومة دعوى قضائية كاذبة وملفقة ضده، وبناءً على شهادة زور من بعض الأعضاء الحزبيين ، حُكم عليه بالسجن المؤبد، لم تكن محاكمته سوى مهزلة. فقد حُرم من حقوقه الدستورية والأساسية. حتى أنه لم يُسمح لأسرته بلقائه بشكل مطلوب خلال فترة سجنه البالغة 13 عامًا. ولم يتلق العلاج المناسب. حتى بعد صدور حكم المحكمة المثيرة للجدل، مثل أمام محكمة أخرى مختلفة فيما يتعلق بقضية أخرى حيث حاولت السلطات مضايقته بشتى الوسائل، ولم يُعف من المثول الشخصي أمام المحكمة رغم مرضه.

تعرض نائب الأمير والمفسر القرآني المشهور العلامة دلاور حسين سعيدي لنوبة قلبية بعد ظهر يوم 13 أغسطس، وفي البداية تم نقله إلى مستشفى محلي، لكن بسبب تدهور حالته الصحية ، تم نقله إلى مستشفى Bangabandhu Sheikh Mujib Medical College في نفس الليلة، وقد كان بشوش الوجه عندما كان يترجل من سيارة الإسعاف ، وهذه الصورة انتشرت انتشارا واسعا على جميع مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد ذلك تم نقله إلى المستشفى ، وعلى الرغم من المناشدات المتكررة ، لم يتم السماح لأفراد  عائلته بالسماح لهم بمقابلته حتى ولو لمرة واحدة ،ولم يسمح له بمرافق، ولم يسمح له بلقاء زوجته وأبنائه للمرة الأخيرة. هذا ليس فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان ولكنه ممارسة غير إنسانية أيضًا

 

الصحفيون الأعزاء ،

إن العلامة دلوار حسين سعيدي شخصية مشهورة، فهو المواطن البنغلاديشي الوحيد الذي حصل على فرصة الدخول في الكعبة الشريفة. لقد أوصل العلامة سعيدي رسالة الإسلام إلى بيوت الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم، وقد منحته عدة دول مكافآت مرموقة، أصبح نائباً عن دائرته الانتخابية مرتين متتاليتين. وكان رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الدينية. أدى مهامه كرئيس للجنة مجلس النواب عدة مرات. لا توجد منطقة في بنغلاديش لم يزرها وألقى محاضرات حول القرآن الكريم. ألهمت محاضراته العديد من الشباب لاعتناق الإسلام واتباع الشرائع الإسلامية. أم المصلين في أكبر صلاة جنازة في تاريخ البلاد ولكن بعد وفاته حُرم أتباعه وأحبائه من أداء صلاة الجنازة، ومثل هذا التعنت لقوة الشرطة سيعتبر وصمة عار في تاريخ البلاد.

أعزائي الصحفيين ، إننا نلاحظ بقلق عميق أن المؤسسات وأجهزة الدولة تعمل بدوافع سياسية بدلاً من الحفاظ على الجوانب المهنية والمؤسساتية. وأحد هذه المؤسسات المجلس الأعلى للقضاء. فالقضاة ملزمون بضمان العدالة متجاهلين عواطفهم الشخصية وغضبهم وانحيازهم. لكننا رأينا أن أحد القضاة ذكر اسم العلامة سعيدي والجماعة الإسلامية أثناء برنامج أقيم في العاصمة داكا في 15 أغسطس مخالفا القواعد المهنية القضائية وقواعد سلوك الفقهاء الدستوريين

الزملاء الصحفيون ،

أصدرت أحزاب سياسية وأفراد ومؤسسات ومنظمات ومنصات عالمية مختلفة بيانات تعزية في وفاة العلامة سعيدي. كما أصدر الحزب القومي البنغلاديشي ومنظمات وأحزاب إسلامية وعلماء دين ومثقفون وأكاديميون بيانات تعزية، وقد أقيمت صلاة الغائب في بلدان مختلفة من العالم، ونحن نعرب عن امتناننا لهم جميعا.

نيابة عن الجماعة الإسلامية، واحتجاجا على التعقيدات الحكومية وعرقلتها للمشاركة الشعبية ولعدم إقامة صلاة الجنازة في داكا أعلن البرامج التالية للجماعة الإسلامية :

  1. 1. إقامة حفلة دعاء في جميع أنحاء البلاد في 18 أغسطس
  2. 2. مظاهرات سلمية في جميع أنحاء البلاد يوم 23 أغسطس

أصدقائي الصحفيين الأعزاء ،

لم يعد العلامة سعيدي جسديًا بيننا. لكنه ترك لنا الكثير من المحاضرات ، والعناوين ، وتفسيرات القرآن الكريم ، ومناقشة حياة الرسول ، وقضايا إسلامية أخرى. تم أرشفة محاضراته وخطبه من خلال محاضرات صوتية ومرئية. إنني أحث المعجبين والمتابعين والمهنئين بالعلامة السيد والمحبين للإسلام على نشر كل هذه المحتويات في جميع مجالات المجتمع

حضر المؤتمر الصحفي عضو المجلس التنفيذي المركزي وسكرتير القسم الإعلامي للجماعة الإسلامية المحامي مطيع الرحمن أكاندا، والقائم بأعمال الأمين العام للجماعة الشيخ  أبو طاهرمحمد معصوم ، ومساعد الأمين العام الشيخ عبد الحليم ، وعضو المجلس التنفيذي المركزي للجماعة الإسلامية ، وأمير الجماعة الإسلامية لمدينة داكا جنوب السيد نور الإسلام بلبل ، وعضو المجلس العملي المركزي للجماعة والقائم بأعمال أمير الجماعة لمدينة داكا شمال السيد عبد الرحمن موسى