24 July 2022, Sun, 10:06

الجماعة الإسلامية تجدد تأكيدها على ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في موعدها

ترأس أمير الجماعة الاسلامية الشيخ الدكتور شفيق الرحمن اجتماع المجلس العمل المركزي للجماعة الإسلامية والتي عقدت في 23 يوليو 2022 وقد استعرض أمير الجماعة الإٍسلامية في الاجتماع آخر التطورات في الساحة السياسية في البلاد،حيث قال إن بنغلاديش تمر بمرحلة حرجة ،حيث تواصل الحكومة قمعها وتعذيبها الممنهج لتكميم الأفواه المعارضة،وبالأخص الجماعة الإسلامية التي تعرضت وتتعرض لأبشع أنواع التعذيب والقمع الحكومي الممنهج على جميع الأصعدة والمستويات ،ولم يسلم من التعذيب المؤيدين والمحبين للجماعة أيضا، ومع ذلك، ورغم كل هذه العوائق تواصل الجماعة الإسلامية عملها في الميدان السياسي ،وفي خضم هذا الوضع القمعي، أجريت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عام 2018 والتي كانت مهمة جدًا للشعب إلا أن المهزلة والتجاوزات القانونية الجسيمة التي شهدتها تلك الانتخابات عصفت بالنظام الانتخابي بأكمله،ومثلما تتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن إخفاقها في إجراء انتخابات حرة ونزيهة إلا أن الأحزاب السياسية المعارضة الأخرى التي كانت مشاركة فيها ليست بمنأى عنها،فقد فشلت أحزاب المعارضة في لعب دورها المنوط بها والمتمثلة في إدراك المؤامرة الحكومية وافشالها، وكحزب سياسي معارض،لا يُسمح حتى الآن للجماعة الإسلامية بفتح مقرها الرئيسي أو أي مكاتب فرعية لها في اي مدينة من مدن الدولة الأخرى،ولهذا نواجه مشاكل مختلفة حتى في إدارة الأنشطة التنظيمية،ولقد قامت الحكومة باعدام عدد من زعمائنا وقادتنا الكبار المخضرمين وما زلنا نواصل عملنا التنظيمي،ورغم كل هذه العراقيل التي تواجهنا في مسيرتنا تحاول الجماعة الإسلامية أن تلعب دورها في الأزمات والمصائب والكوارث التي تعصف بالبلاد وفي هذه الظروف الحرجة حسب استطاعتها وإمكانياتها المتواضعة

إن الجماعة الإسلامية كانت لها صوت بارز ضد سوء الحكم وسوء الإدارة لهذه الحكومة بما في ذلك الارتفاع الجنوني في أسعار المواد التموينية الأساسية وإلغاء المناهج الإسلامية من العملية التعليمية،وفي الفيضان المدمر الأخير،وبفضل من الله سبحانه وتعالى قامت جميع أفرع الجماعة الإسلامية بلعب دور تاريخي في الوقوف إلى جانب المتضررين،وكان لهذا الدور التاريخي للجماعة الإسلامية التي كانت أول الواقفين إلى جانبهم صدى طيب في المجتمع،وإلى جانب الجماعة،عملت مختلف المنظمات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية الأخرى أيضًا على الحد من معاناة المواطنين

إن دور الحكومة في مواجهة الفيضانات وآثارها كان صادما ومحبطًا للغاية،حيث فشلت الحكومة تمامًا في أداء دورها المنوط بها،فعندما كان الملايين من المتضررين من الفيضانات يعيشون في معاناة لا حدود لها وفقدوا جميع ممتلكاتهم ، كانت الحكومة في ذلك الوقت مشغولة ولاهية بالاحتفالات الصاخبة على ضفاف نهر بدما،ولم يكن للحكومة أي أثر في الأيام الثلاثة الأولى منذ بداية الفيضان المدمرالذي دمر معظم منازل وممتلكات المواطنين وثرواتهم الحيوانية ،وعلى وقع الانتقادات اللاذعة التي وجهت للحكومة لتقصيرها قدمت مساعدات وكانت غير كافية لهؤلاء الذين يبلغ أعدادهم بالملايين

وأردف أمير الجماعة قائلا: إنه منذ اليوم الأول للفيضان كانت الجماعة أول من هرعت لتقف معهم حيث قمنا بتوزيع الأطعمة الجافة،والسلال الغذائية التي كانت تحتوي على الأرز،والعدس،والزيت ،والبطاطس،والأواني للطهي،ومنذ ذلك اليوم نحاول توفير المواد اللازمة لهم تدريجياً،كما قمنا بنقل 115 طنًا من الأعلاف للماشية،وتم تقديم المساعدات المالية بين الطلاب المقبلين على الامتحانات للصف العاشر ومرحلة الداخل،وقد بدأنا برنامج لإعادة تأهيل المتضررين من الفيضانات ،وهذا العمل بحد ذاته شاق ومكلف للغاية،ولهذا تم تخصيص مبلغ وقدره 50 مليون تاكا لهذا العمل الميداني،ورغم ذلك فإن هذا المبلغ لا يكفي،وإذا يطرح الله فيه البركة فمن الممكن أن نخفف ولو القليل من المعاناة التي يعيشها هؤلاء المنكوبين،وإذا استطعنا أن نوفر لهم الحد الأدنى من المأوى للإقامة فيه ،فسيبنينا الله عز وجل مسكنًا في الجنة.

لقد اطلقنا مبادرة لتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل في هذه المناطق، وندعو الله أن يوفقنا في ما نقوم ونسعى من أجله.إن المناطق المتضررة من الفيضانات تشهد انتشارا للأمراض والأوبئة بعد انحسار المياه عنها ولهذا قمنا بإعداد الأدوية الضرورية التي يحتاجونها في هذه الفترة مسبقا،آملا أن يستفيد قاطنوا هذه المناطق من هذه الادوية 

إننا نمر حاليا بظروف حرجة وقاسية،وإحدى هذه الظروف القاسية الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد حاليا لكن الحكومة تحاول إخفاء الواقع وصنع قصص وهمية وخيالية للتنمية من خلال الترويج لبعض المشاريع الضخمة الخداعة وهذه المشاريع الضخمة كانت بوابة رجال الحزب الحاكم في الفساد،حيث تم غسل المليارات من الأموال السوداء في دول مختلفة،والمبلغ الذي توصلنا إلى معرفته يفوق خيالنا،حيث يتجاوز 3 أضعاف او 4 أضعاف الميزانية العامة

إن الحكومة تحاول مرة أخرى إجراء انتخابات هزلية أخرى من خلال المفوضية العامة للانتخابات التي تم تشكيلها مؤخرا والأمل في الموضوع هذه المرة أن الذين كانوا لا يتكلمون عن حكومة انتقالية في الانتخابات البرلمانية الماضية يتحدثون هذه المرة عن تشكيل حكومة انتقالية ،لكن موقفهم هذا لا يكفي،بل عليهم التحرك بشكل جدي لانتزاع هذا المطلب الشعبي إننا بحاجة إلى وحدة وطنية،ولقد ثبت مرارًا وتكرارًا أنه لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة ذات مصداقية في ظل حكومة حزبية ،لقد دمرت الحكومة الحالية النظام الانتخابي بالكامل. لهذا ،لن يسمح بإجراء اية انتخابات في ظل هذه الحكومة،وإننا نعتقد اعتقادا راسخا أن الانتخابات البرلمانية المقبلة يجب أن تجرى إما تحت إشراف حكومة انتقالية أو محايدة.