16 April 2020, Thu, 8:46

أنشطة الجماعة الإسلامية ببنغلاديش في خلال وباء فيروس كارونا و كلمة أمير الجماعة الدكتور شفيق الرحمن لشعب البلاد

نحمد الله العظيم حمدا طيبا مباركا و نشكره شكرا جزيلا و نصلي و نسلم على رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين .
شعبنا الكريم و إخوتنا و أخواتنا بخارج البلاد ،
في بداية خطابي أستغفر الله العظيم للذين قد انتقلوا إلى رحمة الله بوباء كارونا ، و أتمنى الشفاء و العافية للذين قد أصيبوا بوباء كارونا ، و لا يزالون تحت العلاج ، و أدعو الله أن يشفيهم شفاء عاجلا .
شعبنا العزيز و إخوتنا و أخواتنا
إن العالم كله تمر اليوم بأزمة شديدة ، و يقول علماء علم الاجتماع إن العالم لم يواجه خطرا محدقا مثل هذا بعد الحرب العالمية الثانية
و كنا في بداية هذه الحالة أخطرنا الحكومة بعاقبته الوخيمة الممكنة كمنظمة مسؤولة ، و قدمنا للناس بتوجيهات تربوية ضرورية حوله ، و بذلنا جهودا كبيرة من خلال طباعة عدد كبير من المنشورات و توصيلها إلى بيوت الناس يدا بيد .
شعبنا العزيز
إنا كنا في بداية الأمر أشرنا على الحكومة بالتشمر لمحاربة الكارونا من كل أوجه الانتباه و الدفاع .
و من الحق و الأسف أن الحكومة لم تستعد له من أي وجه ، و نلازم هذه الحالة من سوء إدارة ، و لم نتخذ له تدابير صارمة حتى الآن ، و لم تجهز المستشفيات و العيادات للخدمة بتجهيزات صحية كاملة ، و لم يتم تجهيز المعدات و توصيلها إلى كل ناحية من أنحاء البلاد ، فيموت عدد كبير من الناس بهذه الأعراض ، و توارى جثثهم الثرى بلا فحص و لا تحليل ، فلا يعلم أحد أنهم بأي مرض فتاك قد أصيبوا من قبل ، و انتقلوا إلى الآخرة ، و هل كان بجسمانهم عدواه ، و لا يمكن لهم الكشف الطبي . ، فتظهر على ملامحهم آثار التألم و يشتد توجعهم بهذه الأعراض .
لا فرصة لهم ينتهزونها للفحص و التحليل .
قد مضى وقت طويل ، و أردنا أن نكمل هذا النقصان و نتقدم إلى الأمام مع الحكومة و الشعب من أجل تغيير هذه الحالات .
و لم نستكف بتقديم مشورة إلى الحكومة كمنظمة مسؤولة ، و كلنا راع و كلنا مسؤول عن رعيته .
و إنا نعتقد أن علينا مسؤوليات و واجبات إلى الشعب .
و نحمد الله و نشكره شكرا جزيلا ففي بداية الأمر دعونا نشطاء حزبنا بالوقوف إلى جانب الذين انقطعوا عن العمل و الكسب ، و لبوا هذا النداء الإنساني ، و ضحوا بأنفسهم من أجل مساعدة المحتاجين و تفانوا فيه ، و نسوا كل ألم و أسى .
و من بداية هذه الحالة إلى ٩ أبريل تم توصيل الأطعمة و الأمتعة الضرورية إلى ٢٥٥٤٩٢ عائلة من الجماعة الإسلامية في بنغلاديش .


توزيع المعونة الإنسانية من الجماعة الإسلامية في بنغلاديش :
عدد الأسر المنتفعة : ٢٥٥٤٩٢
الأرز : ١٧٧٩ تن
العدس : ١٨٧ تن
الملح : ١٩٦ تن
البطاطا : ٥٤٨ تن
البصل : ٢٢٧ تن
الزيت : ٤٥٩٨٤٤ لتر
الدقيق : ٦٨ تن
القناع : ٢٢٣٤٢٣
الصابون : ٤٤٠٤٧٠
معدات الوقاية الشخصية : ٢٨٠٠
و بالإضافة إلى ذلك ، ما زالت أسرة أطبائنا تقدم خدمة صحية و توجيهة طبية عبر الإنترنت باستمرار ، و يخدم متطوعونا من تلقاء ذاتهم على الدوام ، و يعمل فرقاء خدمتنا في نظافة المساجد و المؤسسات الاجتماعية و الدينية .
شعبنا الكريم
إننا ابتهجنا و فرحنا كثيرا بأن الجماعة الإسلامية تلاحظ أن كثيرا من الأغنياء و الهيئات و الأحزاب السياسية يعمل في خدمة الإنسانية من تلقاء ذاتهم هذا الوقت الحرج ، و نحن نشكرهم جميعا .
ولكننا لاحظنا بقلق أن الحكومة اتخذت بقرارات لمساعدة المصابين ببلية و شدة من تمويل المواطنين و كثير من زعماء الحزب الحاكم يلعبون بنصيبهم و حظهم ، و هم يتدخلون في الأرز الزهيدة الثمن ، و يكدسونها في المخازن بطريق آخر ، و الحال أسوأ مما جاء من خلال وسائل الجرائد و الإعلام .
لقد أعلنت عن الحوافز من الأنواع الثلاثة في قطاعات مختلفة من أجل حماية التدمير الاقتصادي الممكن ، و تمنحها حكومة البلدان المختلفة معونة و مساعدة ، ولكن حكومتنا أعلنتها دينا و قرضا ، و ألصق الربا بذلك القرض .
كان على الحكومة أن تقف بجانب مجاهدة الاستقامة على قطاعات الزراعة و الصناعة ، و ثمة اشترطت عليه الربا ، و هذا ليس بعدل و لا إنصاف .
فدعوانا بأن تكون كل الحوافز خالية من الربا و الفوائد .
إننا لاحظنا أن الحكومة لم تعلن عن أي حافز في القطاع الزراعي و هو أكبر القطاعات المنتجة الرئيسية في البلاد ، و لا في القطاع الثاني ، بل أعلن في القطاع الثالث بدعوى المواطنين ، و هو أبسط ما يحتاجون إليه .
لقد أعلنت صفقة لخمس مئاة مليون تاكا فقط ، و إننا نقول للحكومة ، إن أكثر الناتج المحلي الإجمالي يجلبه القطاع الزراعي ، و معظم المواطنين مرتبطون بالزراعة في هذه البلاد .
فثمة ليس حافز خمس مئاة مليون تاكا فحسب بل أعلنوا عن حافز ثلاثة آلاف مليون تاكا ، و اتخذوا بإجراءات صارمة من أجل توصيلها إلى أهلها ، و لا يأكلها المنتفعون المستفيدون ، و أدوا الحقوق إلى أهلها .
هذه مسؤولية الحكومة ، و عليها أن تقوم بالواجبات بالعدل و الإنصاف بغض النظر عن الفساد و حب القرابة و الحزب .
و إذا أدت الحكومة هذا الواجب ساعدها الشعب في أعمالها الخيرية ، و إن جاءت بالإحباط من القيام بالمسؤوليات فعلى الحكومة أن تتحمل تبعات أعمالها .
إخوتنا و أخواتنا العزاز
لا بد من اتخاذ تدبير الأمن و السلامة من أجل توصيل البضائع الرخيصة إلى المواطنين , و لقي الطريق الحالي فشلا و إخفاقا في هذا العمل .
و إن العساكر الوطنيين يقفون في الميدان إلى جانب المواطنين في هذه الحالة ، فندعو الحكومة بأن تسلم إليهم مسؤولية بيعها و توزيعها و رعايتها ، فنترجى الحكومة أن تلبي بهذه الدعوة .
و نحن نريد أن نلفت أنظار الحكومة و نشد انتباهاتها إلى أمور مهمة في هذا الحين الراهن ، منها :
اتخاذ تدابير صارمة لأجل بيع المنتجات و البضائع الضرورية من أهل الكسب البسيط الذين انقطعوا عن عملهم بثمن زهيد إلى الشهور الستة المقبلة ، و سن قانون يثبت راتب ثلاثة أشهر المقبلة للذين هم موظفون في القطاعات الخاصة ، و تمنحها أصحابها ، و تساعد فيه الحكومة على وجه خاص .
و إيلاء الحكومة أهمية كبرى في قطاع الصحة ، و تثبيت الأمن و السلامة للعاملين في القطاع الصحي ، و قد قلنا هذا من قبل .
تأمين الفؤائد و المصالح للمواطنين و المصابين بفيروس كارونا.
و توصيل الديدان لفحص فيروس كارونا إلى كل محافظة و تثبيت اختبار فيروس كارونا .
و إعداد المستشفيات الحكومية مناسبة كاملة لعلاج المصابين بوباء كارونا ،و إتاحة أجهزة التنفس الصناعية الكافية ، و لا توجد في بلادنا أجهزة التنفس الصناعية كافية ما نحتاج إليها .
و يجب على الحكومة أن تتم هذا النقصان .
و إن كثيرا من المواطنين بالخارج أصيبوا بوباء كارونا ، و منهم من قضى نحبه ، و منهم من ينتظر ، و منهم من تحت العلاج ، و منهم من فقد وظيفته و يعيش معيشة قاسية للتأمين .
و لا بد أن تتخذ الحكومة بخطوات فاعلة طارئة لأجل حل أزمة المواطنين المغتربين .
تثبيت الخدمات الكلية لهم بإطاحة الحوافز الكافية ، إلا إن لقوا تضررا و خسارة يحدث تاثيرا بالغا في اقتصاد البلاد و نفوس العباد .
و بالإضافة إلى ذلك ،
سيمكن أن يحدث انكماش اقتصادي بالعالم في الأيام المقبلة ، و لا بد من تشكيل كتلة المهمات بالعلماء الخبراء في علم الاجتماع و الاقتصاد على المستوى الوطني بغض البصر عن الأثرة الطائفية لأجل مكافحة هذه الأزمة .
و من الآن يساعدون الحكومة بمنح مشورات مفيدة لأجل التجاوز بالتاثير السيئ من الانكماش الاقتصادي .
و إذا توجهت الحكومة إلى التحزيب في هذا العمل نعتقد أنه لا سبيل لحل هذه الأزمة ، و هذه مصيبة كبيرة جدا ، فنحتاج الآن إلى الوحدة الوطنية ، و دعونا مرارا و تكرار ، و دعا كثير منا دعوة صريحة ، و لكننا لا نجد تلبية و لا استجابة من الحكومة .
و لا بد للحكومة من تخطيط خطة مناسبة و تشكيل وحدة وطنية كبرى لأجل الخروج من هذه الأزمة العظمى .
إخوتنا و أخواتنا الكرام
لا بد أن يبدو من رجال الأمن صلاح و إخلاص و بسالة و وطنية لأجل حماية القانون و النظام ، و لا بد من إنذار الذين تعلقوا بالفساد العديد و الذين هم على وشك الفساد .
و على الحكومة أن تعد بيئة مناسبة كي لا يرتبط فيها أحد بالفساد و الأثرة و السيئة .
إخواننا و أخواتنا الكرام
عدم فتح المصانع و المعامل و الشركات حتى تنتهى هذه الأزمة كاملة ، و اعلموا أن بقاء الصناعة و تطورها بسلامة الإنسان و أمنه و إذا كان الناس في هلاك و خطر محدق فمن ذا الذي يحمي الصناعة .
فإذا تم الإدراك أن حياة الذين يديرون رحى الصناعة خالية من الخطر و الهلاك يتم الاتخاذ بقرار الفتح ، و لا تفتح قبل هذا ، يشكل مجلس الوحدة الوطنية ، و يعين الوقت المناسب بإشارة هذا المجلس .
و لا بد أن يتخذ القرار بفتح رحى الحياة الاجتماعية مرة أخرى .
و الجماعة الإسلامية مستعدة لمساعدة الحكومة على كل أوجه بغض النظر عن الحزب و الحزن و الأسى لأجل المصالح الوطنية في هذا الحين الحرج .
أريد أن أذكر الحكومة اليوم تارة أخرى بأن تأخذ عرضنا و طلبنا إيجابيا ،و تذهب بالأمة إلى الوحدة الكبرى .
إخواننا و أخواتنا الكرام
الذين أصيبوا اليوم بشدة و ضيق إنهم هم من بني آدم ، و إخواننا و أخواتنا فإننا نطلب من المواطنين الأثرياء الرحماء أن يبسطوا لهم جناح الرحمة .
و قد جاء كثير من الناس من قبل لأجل مساعدتهم ، و نحن نشكرهم جميعا .
و ينبغي للأحزاب السياسية أن تلبي بمعاونتهم ، و إن السياسة لمصلحة الإنسان ، و إن لم تستجب في هذا الاوان الراهن فمتى وقت استجابتهم ؟
و إننا اتخذنا بقرار الوقوف إلى جانب الأمة و خدمتهم بالاستناد إلى الله رب العالمين ما دامت هذه الأزمة فينا ، و لا تتوقف رحلتنا إن شاء الله .
و نحن نشكر المواطنين المحبوبين ، لأن حبهم و دعاءهم و دعمهم جاء بنا إلى هذا المستوى .
و نعتقد أن بقاءنا مع الأمة في هذا الاوان الراهن واجب علينا و حسن الحظ لنا ، و قد تخلفنا الآلاف المؤلفة بالحزن الألم و الأسى .
و لم نستطع أن ننتهي إلى كثير من الأسرة المصابة بالشدة لعدم القدرة و الطاقة على الرغم من الإرادة القوية ، و نطلب منهم العفو و السمح ، و نريد منهم الدعاء أن نتم هذا النقصان و نصل إلى أبوابهم في المستقبل .
دعواتكم الصالحة لنا إلى الله .
و ندعو الحكومة بأنه ما صنعتم حسنا في القيام بالمسؤولية الحكومية فحسابه على الله ، و إن كان الظلم و الجور في الشعب فاستسلموا إلى الله و استغفروه ، يفتح الله نصيبكم و حظكم و تنتفع به الأمة .
وفقكم الله الاستغفار .
إننا نعزم كلنا جميعا عزما قويا بأننا لا نقترب من الظلم و المعصية و السيئة ، و لا يكون الظلم على المستوى الوطني و لا الشخصي .
تحكم هذه البلاد بالعدل و الإنصاف .
و إذا كان هذا العزم قويا و نحن نستشهد الله عليه نترجى الله أن ينجينا من هذه المصيبة .
شعبنا العزيز
تعالو نتب إلى الله بقلب خاشع ، و نستحي منه على ما فعلنا من السيئات و المعاصي ، و نستغفره ، و نسأله الرحمة و النصرة .
نصرنا الله و شعبنا و سكان المعمورة .
حفظ الله الإنسانية و سكان العالم من هذه الأزمة ، لا سيما بلادنا بنغلاديش .
و نشكركم جميعا شكرا جزيلا على ما لازمتمنا و بقينا فينا ، و نشكر الله كثيرا .
وداعا .
السلام عليكم و رحمة الله