6 January 2017, Fri

الهيكل التنظيمي للحزب الجماعة الاسلامية


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته وسلم.. وبعد،

إن الإنسان هو المخلوق الأول رتبة،وهو المخلوق الأول الذي قَبِل حمل الأمانة ، فلما قبل حمل الأمانة كرمه الله أعظم تكريم،فمسيرة الإنسان وهدفه في هذه الحياة هو السعي المستمر نحو الكمال للوصول لأقرب درجة منه، إن الإسلام هو الحياة،ونظام شامل لجميع شؤون الحياة وسلوك الإنسان،فدين الإسلام هو الدين الوحيد الذي يلائم فطرة الإنسان السوي، ويلبي حاجاته المادية والروحية، ويطمئن به قلبه في هذه الحياة ويسعده السعادة الأبدية بعد الممات، فهو وحده الذي يعطي لهذه الحياة معنى، ويجيب على ألغازها إجابات شافية ترضي العقلاء، ولهذا فهو الحياة وبدونه لا معنى ولا قيمة للحياة، إن الجماعة الإسلامية البنجلاديشية وعلى ضوء هذه الأسس الأصيلة تهدف إلى إحداث تغييرات في جميع مراحل ومجالات الأنشطة البشرية على ضوء القانون المدون على أساس التوجيهات السماوية

إن الجماعة الإسلامية تناشد البشرية بشكل عام والمسلمين بشكل خاص إلى العمل على ثلاثة مبادئ أساسية كانت أساس دعوة الرسل والأنبياء جميعهم كما جاء في القرآن الكريم.

إن الجماعة الإسلامية تفسر هذه الدعوة العالمية والأبدية في المبادئ الثلاث التالية:

إذا أردت السلام في هذه الحياة وتطمح للراحة بعد الموت، عليك أن تؤمن إيمانا كاملا بأن الله سبحانه وتعالى هو الربّ ولا ربّ سواه وأن محمدا عبده ورسوله وهو القائد والقدوة والمرشد الوحيد في حياتنا.

> إذا آمنت بأنك قد قبلت هذه الدعوة الربانية، يجب عليك أن تتجنب كل الأفكار والإجراءات والعادات المنافية للإيمان وتعلن عدم إطاعة كائنا من كان يقف ضد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم)

> إذا كنت عازما على تنفيذ هاتين السياستين في حياتك، يجب عليك بذل جهود جماعية لاستبدال قادة غير صالحين وفاسقين غير شرفاء بأخرى صالحين ومتقين شرفاء يخافون الله ورسوله في كل صغيرة وكبيرة .

إن الهدف الأساسي والرئيس للجماعة الإسلامية هو إحداث تغيير كلي وشامل في المجتمع. ويحتاج إلى إحداث هذا التغيير الشامل والكلي تغيير نمط التفكير لدى العامة من الناس بهدايتهم وتوجيههم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح،ويجب ايضا اتحاد الشخصيات والأشخاص الذين يحملون نفس الهم والتفكير وصقل عقولهم وتدريبهم وتنظيمهم على أن يكونوا قادرين على مواكبة المشاكل الاجتماعية التي قد تعترض المسيرة نحو الوصول إلى الهدف وأن يكون لديهم القدرة على حل تلك المشاكل بروح الخدمة المتفانية للشعب

إن الجماعة الإسلامية إذا استطاعت بفضل الله وتوفيقه الوصول إلى السلطة ثم بدعم من الشعب، فإنها ستباشر في تشكيل حكومة سوف تحول البلاد مما هي عليه الآن إلى دولة الرفاه على ضوء القرآن والسنة،واضعا هذا المبدأ الأساسي نصب اعينها فإن الجماعة الإسلامية وضعت لها برنامجا من اربع نقاط تتمثل في الآتي:

(1) تنقية وإعادة تقييم وتغيير نمط التفكير لدى العامة: إن إعادة تقييم وتغيير نمط التفكير لدى العامة على أساس القرآن والسنة أمر ضروري وهام لفهم الإسلام فهما صحيحا ونشره ودعوة الناس إلى سبيل الله سبحانه وتعالى، وهذا التغيير أمر لا بد منه لتفعيل حركة بناء حقيقية للفكر الإسلامي في جميع قطاعات الشعب وأن نجعلهم يشعرون بضرورة اتباع الإسلام في كل مجال من مجالات الحياة.

التنظيم والتدريب: إن الجماعة الإسلامية تعتقد وتؤمن بأنه لمعرفة وفهم الإسلام فهما صحيحا وحتى تكتسب محبة الناس وحتى نكون واعين وصادقين لا بد لنا أن نعد برنامجا لإعداد كوادر بشرية قادرة على مواكبة المستقبل يكونون تحت راية واحدة يحملون نفس الهم والتفكير قادرون على مواكبة تطورات العصر وتدريبهم وتمكينهم من خلال البرامج والأنشطة العلمية والعملية المناسبة حتى يكتسبوا غريزة خدمة الشعب والإنسانية بكل تفان وإخلاص وأن يكون خدمتهم خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته، وأن يستطيعوا بناء وتشكيل مجموعة من النشطاء في مجال إعداد قادة المستقبل في جميع المستويات.

(3) خدمة المجتمع وإصلاحه: السعي إلى رفع مستوى الوضع المعيشي للشعب والبلد من خلال الأنشطة الخدمية والاجتماعية والرعاية الاجتماعية، تقديم خدمات إنسانية اجتماعية للطبقة الفقيرة المحرومة من كافة الخدمات، إبراز أهمية الثقافة الإسلامية وإعادة بناء شخصية الإنسان على أساس القيم والعادات والتقاليد الإسلامية الأصيلة وتوعية الناس في مقاومة الأنشطة المعادية للمجتمع من خلال الوسائل السلمية.

(4) إصلاح الحكومة والإدارة: تقديم المشورة والنصح للحكومة على ضوء الإسلام فيما يخص الإدارة الداخلية ورسم السياسة الخارجية وإعداد القوانين واللوائح التي تنظم العمل ، ورفع الروح المعنوية للشعب، وتطوير نظام التعليم، والرقي الصحيح للبلد واستبدال القادة الغير شرفاء بأخرى شرفاء ورعين متقين يخافون الله ورسوله في جميع القطاعات .

آلية العمل>

لتفعيل النقطة الأولى من البرنامج يقوم نشطاء ومنسوبي الجماعة الإسلامية بالقيام باتصال فردي مع نظرائهم الذين ينتمون إلى الطبقات المختلفة من المجتمع، ويقومون بشرح الجوانب المختلفة من الإسلام ووسطيتها ويحثهم على قراءة الكتب الإسلامية . ومن جهة أخرى،يقوم المشايخ الفضلاء بإلقاء دروس من القرآن والحديث في أماكن مختلفة على شكل مخيمات ومحافل دعوية لإيصال دعوة الإسلام إلى كافة الناس وحتى يكونوا على اتصال مباشر بالإسلام وتعاليمه السمحة.

إن نشطاء ومنسوبي الجماعة الإسلامية يعقدون اجتماعات في المدن والبلدات والريف والقرى إيمانا منهم بأهمية نقل الرسالة السماوية إلى جميع الطبقات في المجتمع على ضوء القرآن والسنة.

> لتفعيل النقطة الثانية من البرنامج تقوم الجماعة الإسلامية بإلحاق وإدراج اؤلئك الذين استجابوا للدعوة كأعضاء منتسبين للجماعة،ويتم تدريبهم على مختلف الأنشطة التي تقوم بها الجماعة، ومن أجل تطوير وتنمية الذات والشخصية لهؤلاء المنتسبين الجدد، تقوم الجماعة الإسلامية بحثهم على دراسة القرآن وكتب الحديث والكتب الإسلامية بصفة يومية، كما تحثهم على أداء الصلوات جماعة في المسجد ، كما يتطلب منهم البحث عن أعضاء منتسبين جدد من خلال الاتصال الشخصي الفردي كما يتعين على كل منتسب جديد أن يقدم تقريرا عن الأنشطة التي قام بها على فترات دورية منتظمة.

> لتفعيل النقطة الثالثة من البرنامج تحاول الجماعة الإسلامية التخفيف من معاناة الفقراء والمعوزين من خلال توسيع رقعة المساعدة سواء كانت نقدية أو عينية لهم . وبما أن بنجلاديش تتعرض بصفة دورية للكوارث الطبيعية فإن الجماعة الإسلامية تنظم وكعادتها عمليات إغاثية كلما حلت اية كارثة في البلاد سعيا منها إلى تأهيل الضحايا إلى أقصى حد ممكن،إن الجماعة الإسلامية تحاول وبشتى الوسائل والطرق حشد الرأي العام، وبطرق مختلفة، ضد كل أنواع الأنشطة المعادية للمجتمع والمعادية للإسلام.

> لتفعيل النقطة الرابعة من البرنامج تحاول الجماعة الإسلامية أن يلهم في الناس روح الاستقلال ويعزز فيهم هذه الغريزة الذي هو ضروري لبقاء البلاد.إن الجماعة الإسلامية تقدم المشورة للحكومة في كل قضية وطنية ترى أنها ضرورية في شكل قرارات سياسية وتصريحات، ومن جهة أخرى، تنتقد الجماعة الإسلامية نقدا هادفا وبناءا الخطوات الخاطئة التي اتخذت والسياسات الخاطئة التي تتبناها وتبنتها الحكومة مع الإشارة إلى الرأي السديد في تلك القرار او ذاك، إن الجماعة الإسلامية تحاول دون كلل أو ملل تحفيز الطبقة الواعية سياسيا من الشعب على المضي قدما لإقامة حكومة إسلامية في البلاد.وهي تنظم الاجتماعات العامة والمسيرات السياسية في شكل دستوري على الاطلاق ولا تنتهج نهجا عنيفا فيها.

إن الجماعة الإسلامية تحاول خلق جو من التسامح المتبادل والتعايش السلمي بين القوى السياسية لنمو وتعزيز ثقافة سياسية سليمة،وهي تسعى دائما لكسب تأييد الشعب ولهذا تشارك في الانتخابات لإرسال ممثليها في البرلمان،متطلعا إلى الوقت الذي ستسطيع فيه الجماعة الإسلامية الحصول على الأغلبية في البرلمان كي تستطيع تشكيل حكومة ذات أغلبية ساحقة تكون طريقا لإقامة حكومة إسلامية في البلاد.

إن من الخصائص والسمات الأساسية للجماعة الإسلامية سعيها الدؤوب لتحويل بنجلادش الى دولة اسلامية، وهي ترى أن تنفيذ مثل هذا المشروع الضخم الجبار يمكن أن تتحقق فقط بسواعد أولئك الذين لديهم معرفة تامة وكاملة عن الإسلام ولهم ممارسات عملية في ذلك،وبالتالي فإن المسلمين الذين يمارسون الإسلام في حياتهم هم الذين لهم العضوية في هذه الجماعة لا غيرهم،وهي لا تجند ولا تعين أحدا كزعيم جاهز على قوم إلا بعد أن يجتاز جميع المراحل التي ينبغي على القائد أن يمر به،ولا يستطيع أحد في هذه الجماعة أن يقفز إلى سلم القيادة دون الحصول على العضوية الكاملة،ولا يسمح لأحد بالترشح للقيادة، وتجرى الانتخابات بصفة دورية وعلى فترات منتظمة، يصوت فيه الأعضاء بحرية وبسرية تامة،وعندما يقوم الأعضاء بالتصويت لصالح مرشح ما فإنهم يضعون نصب أعينهم على الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة التي يتخلق بها المرشح الذي لا بد أن يغلب فيه الطابع الإسلامي في سيره وسيرته.

إن الجماعة الإسلامية تناشد الجميع على أن لا يعتمدو على الدعايات الإعلامية المضللة والإشاعات البغيضة في الحكم على الجماعة الإسلامية كحزب سياسي،وهي تناشد أيضا العقلاء إلى عدم تأييد الجماعة الإسلامية بشكل عمياء وإلى عدم معارضتها أيضا بشكل عمياء ،راجيا من الجميع أن يتعرفوا على الجوانب المختلفة للجماعة الإسلامية من خلال منشوراتها وكتيباتها ومن خلال الإطلاع على دستورها ولائحتها الداخلية.

في عام 1971 ،وبعد حصول بنجلاديش على استقلالها وظهورها كدولة مستقلة تم فرض حظر على جميع الأحزاب السياسية التي تأسست على أساس ديني. وفي عام 1977 تم إجراء التعديل الخامس على الدستور والذي بموجبه رُفع الحظر المفروض على الأحزاب السياسية التي تأسست على أساس ديني ما مهد الطريق أمام الجماعة الإسلامية للظهور من جديد وتشكيل حزب سياسي إسلامي. ومن خلال المؤتمر العام الذي عقد في فندق عدن في دكا من 25 إلى 27 مايو 1979 تم الإشهار بالجماعة الإسلامية باعتبارها حركة سياسية إسلامية.

يقع المكتب الرئيس والمركزي للجماعة الإسلامية في ضاحية "مغبازار"بالعاصمة داكا،وعنوان التراسل والتواصل عبر البريد الإلكتروني :

LINKঃ لقراءة المزيد يرجى زيارة منشورات لدينا